صحيح أننا سرنا على سطح القمر واستكشفنا أعماق الفضاء السحيقة، لكن هل
تعلموا أن الإنسان لم يستكشف سوى 3% فقط من أعماق المحيطات التي تشكل 70%
من الكوكب الذي نعيش عليه؟!!
لهذا الغرض كشف الملياردير ريتشارد
برانسون عن مشروع غواصة تحمل اسم Virgin Oceanic ستذهب لاستكشاف آخر القلاع
الحصينة التي لم ترها عين بشر من قبل في أعماق المحيطات:
تم
تصميم الغواصة بالتعاون مع المستكشف كريس ويلش ومصمم الغواصات جراهام
هاوكيز، وستشارك جوجل في هذا المشروع للاستفادة من تكنولوجيا الخرائط
لديها، ولتقوم جوجل كذلك بتوثيق ومشاركة رحلات Virgin Oceanic مع العالم من
خلال صور وفيديوهات لهذه الرحلات الاستكشافية الغير مسبوقة!!
سيتم
تصنيع Virgin Oceanic من 3.6 طن من ألياف الكربون والتيتانيوم لتتحمل
ضغطاً يقارب 1,100 كيلوجرام على السنتيمتر المربع، وتخيلوا أن القبة
الصغيرة التي ترونها في مقدمة الغواصة ستكون تحت ضغط يساوي 5.8 مليون
كيلوجرام!!
لذا حرص المصممون على أقصى درجات الأمان في هذه الغواصة لأن
أصغر تسرب من المياه على هذا العمق سيكون قادراً على شق الفولاذ إلى نصفين
(فما بالكم بالشخص الموجود داخل الغواصة!!).
استفاد
مصممو الغواصة من طريقة حركة الدلافين والحيتان فتم تزويد Virgin Oceanic
بأجنحة لتستطيع “الطيران” في أعماق البحار بمرونة وسرعة!
وستساعد
Virgin Oceanic الإنسان في اكتشاف وفهم عالم البحار الغامض، لنستطيع دراسة
نظامنا البيئي والتحديات التي تواجه المحيطات، وستأخذنا Virgin Oceanic
لأول مرة إلى أعمق 5 نقاط في 5 محيطات وهي:
-
أخدود مارينا الذي يبلغ عمقه 11 كيلومتر ويقع في المحيط الهادي.
-
أخدود بورتو ريكو الذي يبلغ عمقه 8.6 كيلومتر ويقع في المحيط الأطلسي.
-
أخدود ديامَنتينا الذي يبلغ عمقه 8 كيلومتر ويقع في المحيط الهندي.
-
أخدود ساندويتش الجنوبي الذي يبلغ عمقه 7.2 كيلومتر ويقع في المحيط الجنوبي.
-
نقطة مولوي العميقة التي يبلغ عمقها 5.6 كيلومتر وتقع في المحيط المتجمد الشمالي.
وستقوم بهذه الرحلات الخمس على مدار عامين ستحطم فيهما 30 رقم قياسي وستفتح عيوننا على أماكن لم نرها عين من قبل!
هذا
ويظن الكثير من العلماء أن من المستحيل الوصول لهذه الأعماق لأسباب عديدة
منها الضغط الهائل الذي يوجد تحت كل هذه الكمية من المياه (تخيلوا كمية
المياه التي ستوجد فوق الغواصة وهي على هذه الأعماق)، فضلاً عن الرواسب
البيولوجية التي تجمعت عبر ملايين السنين في هذه الأخاديد. لكن برانسون
ألقى بهذه الظنون عرض الحائط وسيمضي في مشروعه لتكون التجربة خير برهان!!
يقول ريتشارد برانسون:
كيف
سيكون شعورك إذا أخبرتك عن كوكب تعيش على سطحه “كائنات ذكية”، وفي القرن
الواحد والعشرين من حضارتهم لم يستكشفوا سوى 0% من أعمق نقاط كوكبهم ولم
يضعوا خرائط سوى لـ3% من المحيطات، في الوقت الذي تشكل فيه هذه المحيطات
70% من مساحة الكوكب الذي يعيشون عليه!!! ثم ماذا
إذا أخبرتك أيضاً أن هذه الكائنات الذكية التي تعيش على السطح لا تعرف سوى
10% فقط من الكائنات الحية التي تعيش معها على نفس الكوكب!!
لن تصدق ما أقول وستظن أنني غفوت للنوم وأنا أشاهد أحد أفلام الخيال
العلمي، قبل أن تكتشف أن هذا الكوكب هو كوكب الأرض وأن هذه الكائنات الذكية
هي نحن!!